دياب الشّعب

ـ1ـ
محْتَارْ كِيف بْبَلِّشْ الأَشْعَارْ
وِالْحرْفْ عَمْ بِيئِنّ بِكْتَابِي
مِنْ ظُلْمْ نَاس مْوَلّعِينْ النَّارْ
وْتَا يِدْبَحُونَا أَلّفُوا عْصَابِه
لَكِنْ كَرَامِةْ طُفل أَوْ خِتْيَارْ
عَمْ يِلْعَبُوا فِيهُنْ مِتِلْ طَابِه
وْكِرْمَالْ يِبْقَى الْجَارْ حَدّ الْجَارْ
بَدِّي بْيُوت الشِّعر فَجِّرْهَا
وْخَلِّص مِنِ الْوَيْلات أَحْبَابِي
ـ2ـ
كْرَامِةْ شَعب إِيدَيْهْ مَفْتُوحَه
وْعَ فْعَالْ الْخَيْرْ مِعْتَادِه
كْرَامِةْ وَطَنْ عِمْلُوه مَرْجُوحَه
وْرِكْبُوا عَ ضَهْرُو.. وْطَوّلُوا زْيَادِه
كْرَامِة الأَرْزِه التَّاكْيِه شْلُوحَا
أمّنَا.. اللِّي مْنِعْبِدَا عْبَادِه
دْيَاب الشَّعبْ رَحْ تِنْزِهِق رُوحَا
وْنِتِّفِقْ إِسْلامْ وِنْصَارَى
وْبِالْجَوّ نِرْفَعْ رَايِة بْلادِي
ـ3ـ
يَا نَاسْ، وَاللَّـه، طَوّلِتْ هَـ الْحَرْبْ
الْـ شَرّدِتْنَا بْأَلْف دَرْبْ وْدَرْبْ
سْقِينَا الدِّنِي مْنِ دْمُوع عِينَيْنَا
وْبِالْوَقْتْ ذَاتُو النَّارْ جُوَّا الْقَلْبْ
وْمَا عَادْ فِي مْطَارِحْ بِـ إِيدَيْنَا
اهْتَرْيِتْ إِيدَيْنَا مْنِ مْسَامِيرْ الصَّلْبْ
يَا رَبّ خَلِّي عَيْنَك عْلَيْنَا
نِحْنَا الْـ زَرَعْنَا فَوْقْ بِالْعَالِي
الأَرْز اللِّي إِسْمُو الْيَوْم.. أَرْز الرَّبّْ
ـ4ـ
رْجَالْنَا ضَحُّوا تَا تِتْسَمَّعْ
هَـ الأَرْضْ.. شُو مَكْتُوبْ بِكْتَابُنْ:
" هَوْدِي بَشَرْ نَارُنْ عَم بْتِلْمَعْ
وْمَا فِي حَدَا دَنَّسْ حِمَى غابُنْ
هَوْدِي اللِّي قَلْبْ الأَرْزْ عَمْ يُوجَعْ
مِنْ يَوْمْ مَا مِضْيُوا عَلَى غْيَابُنْ
هَوْدِي الْـ بَلا عِزُّنْ صَعبْ يِرْجَعْ
عِزّ الدِّنِي الْمَزْرُوعْ بِتْرَابُنْ
هَوْدِي الْـ بِـصَدْرُنْ حَارَبُوا الْمَدْفَعْ
وْتَا يْضَلّ قِطْعَه مْنِ السَّمَا لُبْنَانْ
رِضْيُوا يْضَحُّوا بْخِيرِة شْبَابُنْ"
ـ5ـ
التَّارِيخْ خَبَّرْ كِيفْ صيَّرْنَا الدِّنِي
جَنِّةْ نَعِيم مْزَيّنِه بْأَفْكَارْهَا
وْصَارِتْ شُعُوبْ الأَرْضْ كِلاَّ تِنْحِنِي
قدَّامْ حُرِّيِّه.. وْمَجدْ أَحْرَارْهَا
وِاللِّي انْظَلَمْ بِبْلادْ فِيهَا شَيْطَنِه
وْمَا عَادْ مَيَّزْ لَيْلهَا مْنِ نْهَارْهَا
بْيِلْتِجِي لِلُبْنَانْ.. لِلْعَيْش الْهَنِي
بِبْلادْ دَاخْ الشِّعر مِنْ شِعَّارْهَا
شُو صَابْنَا؟!!.. حَتَّى الرَّوَائِحْ مِنْتِنِه
وِالْجَمَاجِمْ شَوَّهتْ أَزْهَارْهَا
وْمُطْلَقْ زَعِيمْ بْفَرْدْ كِلْمِه مِفْتِنِه
بْيِزْرَعْ بَلَدْنَا جُوع وِجْنُون وْدِمَا
وْبِيصِيرْ يِتْدَفَّى عَ لهْبِةْ نَارْهَا؟!
ـ6ـ
وَيْنْ صِرْنَا؟!..وْلَيْشْ بَلْعِتْنَا الدُّرُوبْ
وِغْبَارْهَا مَحَّى أَسَامِينَا؟!
وْكِلّ عُمْرَا الشَّمْسْ سَاعَات الْغُرُوبْ
تِتْحَمَّم بْمَيِّةْ سَوَاقِينَا
وِتْشِعّْ ضِحْكِتْهَا.. إِذَا مْنِضْحَك.. شْعُوبْ
وِتْغِصّ بِالدَّمْعَه.. لَوِ بْكِينَا
حْرَامْ الدُّولاب يْدُورْ بِالْمَقْلُوبْ
وْخِتْيَارْنَا يِنْطُرْ عَلَى الْمِينَا
كِرْمَالْ عَيْنْ الثَّعْلَب الْمَغْضُوبْ
الْعَامِلْ نَاطُور الأَرْضْ وِالْكَرْمَاتْ
وْبِالسِّرّ عَمْ يِسْرُقْ دَوَالِينَا!!
ـ7ـ
قَسّمُونَا شْوَارِع وْسَاحَاتْ
وْرِمْيُوا الْبُغُضْ بِقْلُوبْنَا الْحلْوِه
اسْتِقْلالْنَا، الْـ مَا لِحِقْ يِخْلَقْ.. مَاتْ
صَلْبُوه فَوْق حْنَاكُنْ الرَّخْوِه
وْصَفَّى التَّعَايُشْ كَوْمِة نْفَايَاتْ
لِمِّنْ سَفَكْنَا دَمّنَا بْنَشْوِه
وْصَارِت عْلَيْنَا تِمْرُقْ السَّاعَاتْ
وِعْقَارِبَا مْنِ الْقَهْر عَمْ تِلْوِي
وْنِحْنَا عَمِ نْوَدِّعْ هَنَا الْغَفْوَاتْ
وْأَحْلامْ مَاتِتْ غَدْر بِالْغَفْوِه
كِرْمَالْ تِفْنِي بَعضْهَا زْعَامَاتْ
الشَّعْبْ عِنْدَا.. سْلالِـم وْدَرْجَاتْ
وِالدِّينْ أَقْرَبْ دَرْب.. لِلثَّرْوِه
ـ8ـ
بْلادْنَا.. أَللَّـه خَلَقْهَا مْغَيَّرَه
عَنْ غَيْرهَا.. وْقَلاَّ: أَنَا رَحْ إِدْعَمِكْ
وْرَحْ حَوّلِكْ لِلطَّائِفِيِّه مَقْبَرَه
وْتِرْجمِي عَ طُولْ هَللِّي بْيِرْجمِكْ
أَرْزِي أَنَا.. لِلْكَوْن كِلُّو مَفْخَرَه
وْضِحْكِة شْفَافِي مْصَوّرَه عَ مَبْسَمِكْ
شَعْبِكْ.. مَا بَدِّي يَوْمْ يِحْمِلْ مَبْخَرَه
وِيْبَخِّر لْحُكَّامْ غِشّ بْتِحْكِمِكْ
هَيْدِي زَعَامِه قْلُوبْهَا مِتْحَجّرَه
بْتِرْكَع تْصَلِّي كِذب سَاعات النَّهَارْ
وْمِنْ دُونْ شَفْقَه بْلَيْلهَا عَمْ تِعْدِمِكْ!!
ـ9ـ
تَا نِحِسْبَكْ شِي يَوْم زِقَّفْت لْزَعِيمْ
لازِمْ بِسِرْعَه تْقِصّ صَابِيعَكْ
وِتْصِيحْ بِالْعَالِي: اغْفِرْلِي يَا رَحِيمْ
وْتِحْنِي الرَّقْبِه وْتِسْكُب دْمُوعَكْ
هُوِّي اللِّي خَلاَّ بْلادْنَا تْعِيش بْجَحِيمْ
وْهُوِّي الْـ حَرَقْ عَ مَدْبَحُو شْمُوعَكْ
وْهُوِّي الْـ هَدَمْ عَنْ قَصْد جَنَّاتْ النَّعِيمْ
وْهُوِّي الْـ سَرَقْ تَا تْمُوتْ مِنْ جُوعَكْ
وْهُوِّي اللِّي مِنُّو خَافْ شَيْطَانْ الرَّجِيمْ
وَقْت الْـ قَتَلْ إِمَّاتْنَا وْبَيَّاتْنَا
وْمَنْعَكْ يَا خَيِّي تْحَقِّقْ رْجُوعَكْ
ـ10ـ
حَلَّكْ بَقَى تِفْهَمْ شُو عَمْ قِلَّكْ:
بْلادَكْ اخْتَرْبِتْ مِنْ زَعَامِتْهَا
الْـ عِرْفِتْ يَا خَيِّي كِيفْ تِتْمَلَّكْ
بْخَيْرَاتْهَا.. وْكَفَّا عَ رَقْبِتْهَا
وْقِدّامْ عَيْنَا الشَّعْبْ عَمْ يِهْلَكْ
وْلِلْغَيْرْ عَمْ بِتْبِيعْ غَلِّتْهَا
شُوف الأَسَى الْخِلْقَانْ مَعْ طِفْلَكْ
وِسْمَاعْ كِيفْ بِتْرِنّ ضِحْكِتْهَا
فِيقْ دَخْلَكْ فِيقْ مِنْ جهْلَكْ
وْهَاتْ إِيدَكْ حِطّهَا بْإِيدِي
مِنْشَانْ نِطْفِي نَارْ فِتْنِتْهَا
ـ11ـ
هَاتْ إِيدَكْ هَاتْ.. يَا خَيِّي
بْإِيدَك وْإِيدِي السِّحرْ مِتْخَبَّى
تْنَيْنَاتْنَا بْقُوِّه إِلَهِيِّه
مْنِقْضِي عَ زِمْرَه مْضَيّعَه رَبَّا
كِذْبِت عْلَيْنَا بْأَلْف خَبْرِيِّه
وْرَضّعِتْنَا سْمُومْ مِنْ عبَّا
سْمُومْهَا، نَعْرَاتْ دِينِيِّه
وِزْهُورْ سَوْدَا مْزَيّنِه دَرْبَا
عَجِّلْ بَقَى تَا نِحْمِلا سْوِيِّه
وِبْبَحرْ مَا لُو آخِر نْكِبَّا
إِنْت وْأَنَا.. يَا نُورْ عِينَيِّي
لازِم نْحَارِبْ هَـ الزَّعَامِه كْتِيرْ
وِنْشِكّ سَيْف حْقُوقْنَا بْقَلْبَا
ـ12ـ
إِنْت وْأَنَا.. الْـ مِنْخَلِّصْ الأَجْيَالْ
مِنْ ظُلْم شَتَّتْنَا بِـ هَـ الْغُرْبِه
وِالْهَمّ فَوْق صْدُورْنَا أَحْمَالْ
وِالنَّارْ تَاكُلْ قَلْبَكْ وْقَلْبِي
إِنْت وْأَنَا.. لِبْلادْنَا رِسْمَالْ
وِكْنُوزْنَا حَبَّات هَـ التّرْبِه
الْـ مَا بْتِنْشَرَى يَا صَاحْبِي بِالْمَالْ
وْلا بْتِنْهَدَى بِمْغَلَّف وْعِلْبِه
وْلا يَوْمْ رِضْيِتْ يِنْقبر دجَّالْ
جُوَّاتْهَا.. وْلا اسْتَقْبَلِتْ كِذْبِه
يَلْلاَّ سَوَا تَا نْحَقِّقْ الآمَالْ
وْنِمْسَحْ غَشَاوِةْ حِقْدُن الْمَلْعُونْ
وْنِفْلَح وْنِزْرَعْ أَرْضنَا.. مْحَبِّه
ـ13ـ
عَارِفْ أَنَا.. عَمْ إِكْتُب بْشِعْرِي
نْهَايْتِي.. وِنْهَايْتِي اسْتِشْهَادْ
وْعَمْ إِسْرُق الأَيَّامْ مِنْ عُمْرِي
وْأَيَّامْ عُمْرِي كلّهَا أَمْجَادْ
مَا هَمّنِي لَوْ يِطْعَنُوا صَدْرِي
وْمَا هَمّنِي لَوْ صَارْ جِسْمِي رْمَادْ
الْـ بِيهِمّنِي.. مَا يِنْفتحْ قَبْرِي
إِلاَّ بْبِلادِي.. وْيِنْكتبْ فَوْقُو:
مَاتْ تَا يِفْدِي شَعب وِبْلادْ..
**